أستيقظ كل يوم على صوت أحد الدعاة على إحدى الإذاعات وهو يتهجد ويدعو الله فأعرف أن الفجر قد اقترب وأننا في الثلث الأخير من الليل وأوقن أن العفو الكريم باسط يده بالليل ليتوب على مذنب النهار كما جاء في الحديث الشريف فأسرع وأتوضأ وأصلي ماتيسر من الركعات وأناجي الخالق السميع البصير بما يتمناه قلبي وإذا بصوت المؤذن يرفع أذان القجر فأصلي وأحمد الله تعالى على هذه النعمة وأتساءل مـــاذا لـو؟أ
نني لاأدرك سر هذا الاستيقاظ والمناجاة وماذا لو أنني لاأستطيع أن أستيقظ لصلاة الفجر؟وماذا لو أنني لاأستمع لهذه الإذاعة بل أنام على صوت المطرب الفلاني أو المطربة الفلانية فأ ُدرك أنني في نعمة كبيـــــرة..
أمسك المصحف الشريف فأقرأ وينشرح صدري بقدرة الله لآياته الكريمة وأدرك الكثير من الحقائق المهمة ..ثم أفتح التلفاز على إحدى القنوات الهادفة وأ ُردد معهاأذكار الصباح فأشعر براحة وطمأنينة وأ ُحصّن نفسي بها كما تعلمت من الحبيب عليه السلام فأ ُدرك أنني في نعمة فأحمد الله عليها وأتساءل مــاذالــو؟
ان مكتبتي مليئة بمجلات خبيثة وروايات الحب والغرام ووووماذا لو أنني أبدأ يومي بأغنية أو ..وماذا لو أنني لاأرتاح لهذه القنوات الهادفة وأنعتها بالمعقدة "والدقة القديمة"بل أحبذ قنوات الرقص والأفلام؟؟فأ درك أنني في نعمة فأحمد الله عليها.........
استعد للخروج وأصلي الضحى قبل ذلك فهي صدقة عن كل مفصل في جسدي أ ُسلم على أبي وأمي فأسمع دعاءهما لي فتسكن الطمأنينة قلبي لانني أدرك أن رضى الله من رضى الوالدين.. وأقف بالباب فأردد دعاء الخروج فأستشعر ملازمة الملائكة الحافظة بقدرة الله وبتوكلي عليه كما جاء في الحديث فأشعر وكأنني مدججة بالسلاح فأفهم معنى ..من خاف الله أخاف الله منه كل شئ ومن خاف الناس أخافه الله من كل شئ..فأدرك أنني في نعمة فأحمد الله عليها.......
لن أقول ماذا يحدث عندما أخرج للعمل لأن الحديث سيطول كثيرا..ولكن عند عودتي أجد إخوتي يتابعون المسلسل الذي تعلق به الصغير قبل الكبير وإذابأختي توضح أهدافه الخبيثة وأبعادها وتقدم لنا البدائل الجميلة بطريقة مقنعة مدعمة رأيها بالآيات الكريمة والسنة الشريفة..فلقد ميزنا المولى عن سائر المخلوقات بالعقل ولابد أن نستخدمه في تمييز الخطأ من الصواب؟؟!!ثم أجلس على "النت" وأبدأ بتبادل المقالت من منتدى لآخر ولكن في مجموعات مثل الدفاع عن الحبيب.. ونصرة لغزة..تصلني بعض الإعلانات من بعض المواقع الغير هادفة ؟؟!!فأتأمل حال الكثير من الشباب وأتساءل ماذا لو كنت غارفة معهم في هذه المتاهات فأدرك أنني في نعمة وأحمد الله تعالى عليها فالهداية والإسلام نعم عظيمة لا يدرك سرها إلا القليل؟؟!!
لو كنتي مكاني ماذا ستتساءلين؟؟
مذا لو أن أختي غير أختي؟؟وصديقاتي غير صديقاتي؟؟وقنواتي غير قنواتي ؟؟وإذاعاتي غير إذاعاتي؟؟وملابسي غير ملابسي؟؟ورنات هاتفي غير رناتي؟؟وطعامي غير طعامي؟؟وأسرتي؟؟وديني؟؟
ماذا لو طورت مستوى أسئلتي وقلت:مـــــــــــاذا لـو أنني
كالمجاهدات ..كالداعيات إلى الله...كلآمرات بالمعوف الناهيات عن المنكر...
كالناشرات للعلم.... كالمربيات الفاضلات... كالأسيرات الصامدات..هذا وأعوذ بالله من كلمة لـو فهي من عمل الشيطان!!!!