أنظري إلى طفلك المولود حديثاً وهو يبحث عن ثديك، ويحاول التعرّف إلى را
ئحتك، لتبدآن معاً رحلة استكشاف بعضكما. تتطلب الرضاعة جهداً كبيراً وحتى طاقة وحيوية. إليك إجابات عن أسئلة شائعة لتصبح الرضاعة عملية سهلة.
كيف يمتلئ ثديا المرأة فجأةً بالحليب؟
«فجأة» ليست الكلمة المناسبة، لأن الجسم يستعدّ تدريجاً خلال فترة الحمل لهذا الأمر. على مر الأشهر، يتّخذ الثديان شكلاً مستديراً وتنمو القنوات المدرّة للحليب. عند الولادة، يزداد معدّل البرولاكتين (هورمون يحفّز عملية إفراز الحليب) والأوسيتوسين (هورمون يقوده عبر القنوات).
بعد الولادة، يصبح كل شيء جاهزاً للبدء بعملية الإرضاع. في المقابل، ليست القطرات الأولى التي تقدمينها لمولودك الجديد من الحليب، وإنما من الكولوستروم، وهي مادة مليئة بالطاقة ومالحة، وغنية بالأجسام المضادة. أمّا الحليب فلا يُفرز إلا بعد ثلاثة أيام. لذلك يصبح ثدياك قاسيين وترتفع حرارتك أحياناً. لكن بخلاف ما نتصور غالباً، يتراكم الحليب بكمية ضئيلة في الثدي. إذ يحتوي الثديان على 90 إلى 100 مل، لكن الباقي يُفرز تدريجاً نتيجة المص. فكلما رضع طفلك، يمتلئ ثديك بكمية أكبر من الحليب. لهذا السبب تستطيعين إرضاع توأم. أحياناً، تستطيعين استئناف عملية الرضاعة بعد فترة انقطاع عبر وضع طفلكِ على الثدي قبل البدء مجدداً بعملية الضخ.
هل يجب إرضاع الطفل بطلب منه؟
لا يستطيع الطفل التمييز بين الليل والنهار، فضلاً عن أن جهازه الهضمي لم ينمُ بشكل كامل. لكن المهم أن يرضع كي يحصل على كمية كافية من الغذاء ويشعر بالاطمئنان، حتى لو كان ذلك خلال الليل. فتلك هي الطريقة الوحيدة لتحفيز عملية إفراز الحليب بشكل كاف. لا تخافي، ستسمح الهورمونات لك وللطفل بالنوم... نامي قدر الإمكان ما إن يغمض طفلك جفنيه.
كم تستغرق الرضاعة من الوقت؟
يختلف الأمر. دعي طفلك يشرب قدر ما يشاء من الثدي الأول، وحين يرفع رأسه قدّمي له الثدي الثاني. وحين يشبع يتوقف عن الرضاعة من تلقاء نفسه. يستغرق الأمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للتكيّف مع الرضاعة.
ماذا أفعل إن لم ينمُ كفايةً؟
تخشين عدم نمو طفلكِ كفاية؟ تحلّي بالصبر ولا تزني طفلكِ قبل كل عملية رضاعة وبعدها. يكفي قياس وزنه مرةً أسبوعياً خلال الأيام الأحد والعشرين الأولى، ومن ثم مرةً شهرياً. ستتأكدين إن كان طفلك لا يتناول ما يكفي من الحليب عندما تصحبينه إلى الطبيب. ويساعدك الأخير في إعادة النظر في طريقة الإرضاع (الوضعية، عدد عمليات الرضاعة، ومدّة كل عملية...) لتحفيز إفراز الحليب بشكل أفضل. في هذه الحالة، يُوصى عموماً بإرضاع الطفل مرات عدة ولمدة أطول. أحياناً، يُطلب من الأم استكمال عملية تغذية الطفل بالرضّاعة. لكن لا تتبعي إلا نصيحة الاختصاصييين للقيام بهذا الخيار الحساس.
أحياناً لا يعرف طفلي الشبع. هل نفد حليبي؟
طفلك يبكي بعد الرضاعة، ويستيقظ مرات عدة خلال الليل... إن كان طفلك لا يشعر أبداً بالشبع، فذلك على الأرجح لأن حاجاته تتغير ويجب بالتالي تكييف حليبك وفقها. تطرأ هذه المشاكل غالباً في الأسبوع الثالث، في حوالي الأسبوع السادس، وبين الشهر الثاني والثالث، والخامس والسادس. يُنصح حينها بإرضاع طفلك غالباً وأخذ قسط أكبر من الراحة، والمثابرة لمدة يومين أو ثلاثة أيام. عندئذ سيزداد حليبك غزارةً. كذلك يجب أن تشربي بشكل متكرر وتتغذي بشكل جيد.
كيف تحصلين على حليب ذات نوعية جيدة؟
ليس المهم أن تأكلي بإفراط، بل ألا تمتنعي عن الأكل أو تفوّتي إحدى الوجبات. فكل ما تتناولينه يمر في الحليب. في المقابل، يجب تفادي القهوة، التدخين، وتناول أدوية من دون وصفة طبية.
لمَ أشعر بالألم عند الرضاعة؟
في البداية، من الشائع جداً الشعور بالألم بعد ثوان من بدء الرضاعة. لكن في حال استمر الألم خلال عملية الرضاعة كلها أو ظهر فجأة، تأكدي من وضعية طفلك. إن كان لا يرضع إلا من ثديك، قد تصابين بتشققات. لذلك يجب تنظيف ثدييك قبل الرضاعة للحفاظ على نظافة الغشاء. مدّي الحليب على الحلمة بعد الرضاعة ومن ثم ضعي كريم وقاية. غيّري وضعيتك أثناء الرضاعة، لتوزيع الضغوط الخارجية الناجمة عن المص بشكل أفضل. في النهاية، إن كان الصدر قاسياً، لا بد من الإرضاع غالباً
لتخفيف الاحتقان.
ماذا إن لم تكن كمية الحليب كافية؟
تستطيعين در الحليب بواسطة جهاز لشفط الحليب أو عبر تدليك ثدييك خلال الاستحمام. بعدئذ، ضعي بعض الثلج لتخفيف الالتهاب. لعل كيساً من البازيلاء المثلجة مغطىً بمنشفة سيفي بالغرض. لكن إن ارتفعت حرارتك، لا بد من استشارة الطبيب عن كل مشكلة أو سؤال يجول في خاطرك. ولا تنسي استشارته بشأن موعد الفطام أو تنظيم أوقات الرضاعة بعد عودتك من العمل.
لمَ يتدفق الحليب عندما يبكي طفلي؟
خلال الشهر الأول الذي يلي الولادة، يرتفع معدل هورمون الأوسيتوسين الذي يتفاعل مع الأحاسيس. لذا عندما ينتابك أدنى شعور بالقلق، يتدفق الحليب.
ثلاث وضعيات ضرورية للإرضاع
1. إجلسي وارفعي رجليك. أسندي مرفقك إلى مسند أو وسادة وثبّتي طفلك أمامك بين ذراعيك. إن تدفّق الحليب بغزارة، أرجعي ظهرك قدماً إلى الوراء وارفعي طفلك قليلاً. بهذه الطريقة، يفترض أن يصبح الدفق أقل إزعاجاً.
2. اعتمدي الوضعية عينها. مدّدي طفلك على ظهره على وسادة تضعينها على فخذيك، واحرصي على أن تواجه مؤخرته جنب الكرسي ورجلاه السقف. إنحني إلى الأمام وابدأي عملية الرضاعة. يجب أن يكون ذقنه خارج الثدي. بهذه الطريقة تتجنبين الضرر بالحلمتين عبر تغيير نقاط الضغط وتفريغ القنوات المسدودة.
3. مباشرةً بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية، أرضعي طفلك وأنت ممددة. إطوي ساقيك بعض الشيء وأنت ممدة على جنبك، وثبّتي طفلك بواسطة وسادة. لمزيد من الراحة، ضعي وسادة أخرى بين ركبتيك.