أثارت التفجيرات التي شهدتها ثلاثة من أسواق بغداد قبل يوم فقط من عيد الفطر تساؤلات حول هوية المستفيد الحقيقي من موت نحو 100 مدني وإصابة أكثر من 200 بينما هلال العيد السعيد يتراءى في الأفق القريب, حتى إن الناس لهول ما وقع نسوا ارتفاع الأسعار والزحام الشديد الذي تسببه مئات نقاط التفتيش.
ويقول حيدر خميس إنه نجا بأعجوبة من انفجاريين متعاقبين في أقل من دقيقتين في سوق الكرادة الشرقية جنوب بغداد بعد إفطار الأحد الماضي حيث دوى انفجار وسط السوق ثم تبعه آخر "فتطايرت الرؤوس في الهواء وانتشرت عشرات الجثث لنساء وأطفال ورجال".
وتزامن ذلك مع انفجار هز منطقة الشرطة الرابعة غرب بغداد. ويقول عثمان عبد الرزاق أحد سكان المنطقة إن السوق الوحيد في المنطقة تعرض لانفجار ذهب ضحيته "عشرات الأطفال والنساء إضافة إلى تدمير عدد من المحال التجارية التي كانت تتهيأ لأيام العيد وتعرض الألبسة الجديدة".
وفي منطقة البياع غرب بغداد انفجرت سيارة مفخخة كانت مركونة وسط الزحام الشديد في سوق البياع الذي اعتاد أن يستقبل متسوقي العيد من سكان الأحياء الغربية من العاصمة بغداد، وفق ما يفيد مصطفى نجم أحد سكان المنطقة.
تفسيرات
ويعجز العقيد في الشرطة ستار ماضي خلف عن تفسير هذه الموجة من التفجيرات، ويقول في حديث للجزيرة نت "لا أحد يعرف من هو المسبب لأن الإرهابيين أصبحوا فئات وليس فئة واحدة، ولكن الغريب أن هذه الموجة شملت جميع مناطق بغداد تقريبا. لقد كانت هناك تفجيرات ذات أضرار أقل في مناطق أخرى من بغداد إلا أن وسائل الإعلام لم تسلط الضوء عليها".
أما القيادي في الحزب الشيوعي العراقي حسين نصار فيبدي استغرابه لتزامن تلك التفجيرات مع "الضغط الأميركي على العراق لتوقيع الاتفاقية الأمنية"، ويقول "لا ندري إن كان لذلك صلة بما يجري أم أنه يمثل عودة لجماعات القاعدة إلى طريقتها في إثارة الاهتمام الإعلامي بقتل المزيد من الناس".
أما الحاج منذر الجبوري من سكان منطقة السيدية غرب بغداد فيلقي بالمسؤولية الكاملة على عاتق القوات الأميركية، ويقول "أراهن أنك لن تشهد أية تفجيرات لا في بغداد ولا في غيرها عندما توقع الحكومة الاتفاقية الأمنية مع الأميركيين، هذه العمليات معروفة الأهداف".
ولكن رحيم الحاج حمود من سكان مدينة الصدر يرى أن هذه التفجيرات زادت عن معدلاتها عندما قامت قوات الولايات المتحدة بتجميد أموال شخصيات عراقية ترفض وجود القوات الأميركية.
وبينما تختلف آراء أهل العراق في تفسير أسباب سقوط هذه الأعداد الكبيرة من القتلى، تستمر الأسواق في استقبال متسوقي العيد دون أن يقف الموت حائلا دون ذلك.
وفي حين يتبادل أهل السنة التهاني اليوم الثلاثاء بعيد الفطر، فإن إخوتهم الشيعة يتهيؤون لاستقباله يوم الأربعاء وسط أسئلة حول مستقبل العلاقة بين أبناء الدين الواحد.