اكملت القوات الجورجية في العراق (2000 جندي) انسحابها من مواقعها قرب الحدود الايرانية وحلت مكانها قوات اميركية وعراقية لمراقبة ممرات كانت تستخدم في تهريب الاسلحة والقنابل الخاصة للجماعات الخاصة من ايران الى العراق.
وقال المستشار الاعلامي للقوات الاميركية في العراق عبداللطيف الريان لـ «الحياة» ان «انسحاب القوات الجورجية سيؤثر آنياً على اماكن وجودها في مناطق ديالى والكوت وجنوب شرقي العاصمة بغداد» مضيفا ان «القوات الاميركية ستقوم بإعادة نشر قوات بديلة للقوات الجورجية في مواقعها وسط العراق لتفادي اي فراغ».
ولفت الريان الى ان «القوات الجورجية لعبت دوراً ايجابياً في بسط الامن وملاحقة الجماعات المسلحة والميليشيات من خلال المشاركة في تنفيذ العمليات العسكرية في مناطق عدة من البلاد كما عملت على تدريب القوات الامنية العراقية».
ويثير رحيل القوات الجورجية من العراق الكثير من المخاوف حول كيفية مراقبة عدد من نقاط التفتيش على طول الطرق المستخدمة للتهريب بالقرب من الحدود الإيرانية التي كانت القوات الجورجية تشرف عليها ما اضطر القوات الأميركية إلى إعادة توزيع بعض أفرادها لملء الفراغ.
وقلل قادة امنيون عراقيون من الانعكاسات وقال مدير مركز القيادة في وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف لـ «الحياة» ان «جاهزية القوات الامنية العراقية وصلت الى مراحل متقدمة جدا بحيث انها قادرة على ملف أي فراغ يحدثة انسحاب للقوات الاجنبية في البلاد». واضاف ان «القوات الامنية العراقية اتخذت الاجراءات المناسبة قبل انسحاب القوات الجورجية لملء الفراغ الذي سيحدث في المناطق التي كانت تنتشر فيها» وقلل من خطورة انسحاب الفي جندي مشيراً الى ان «القوات الاميركية سحبت حتى الآن ما يقارب من 25 الفاً من جنودها ومع ذلك استطاعت قواتنا الامنية استيعاب ذلك والوضع الامني في البلاد في تحسن مستمر».
واشار المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري الى ان «القوات الامنية العراقية بدأت تدريجاً بالاستغناء عن القوات المتعددة الجنسية لتنامي قدرات الاجهزة الامنية القتالية». ولم يأسف المواطنون العراقيون لمغادرة الجورجيين وقال عدد من السكان ان «اسلوب معاملة القوات الجورجية يتسم بالخشونة وعدم الاحترام كما انهم لا يتحدثون العربية او الانكليزية». لافتين الى ان دور هذه القوات في بسط الامن كان ضعيفاً و «اقتصر على فرض نقاط التفتيش لساعات طويلة في الصيف والشتاء».
وكانت قوة جورجية صغيرة انتشرت في العراق عام 2003 لكن جرى توسيع مهماتها لاحقاً لتراقب المنطقة الصحراوية وللمساعدة في إحباط تهريب الإمدادات إلى الجماعات المسلحة من إيران خصوصاً القنابل التي تزرع كألغام جانبي الطرق. وقُتل خمسة جنود جورجيين في العراق منذ العام 2003.