سليمان غادر إلى بيروت في ختام زيارة استمرت يومين شملت قمة جمعته بالأسد (الأوروبية)
غادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان دمشق الخميس عائدا إلى بيروت بعد انتهاء قمة جمعته بنظيره السوري بشار الأسد تضمنت الإعلان عن اتفاق تاريخي بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وترسيم الحدود بينهما.
وانتقل سليمان إلى بيروت جوا من مطار دمشق الدولي بعد زيارة استمرت يومين وانتهت باتفاق تاريخي ينص على إقامة علاقة دبلوماسية على مستوى السفراء بين البلدين لأول مرة منذ 60 عاما.
واتفق الجانبان -حسب البيان الختامي الصادر عن القمة- على تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصلحة الشعبين وتطويرها على أساس الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل من البلدين.
وأوضح البيان -الذي تلاه الأمين العام للمجلس السوري اللبناني الأعلى نصري خوري- أن الرئيسين الأسد وسليمان اتفقا على جملة من القضايا العالقة ومنها ترسيم الحدود عبر تفعيل اللجنة السورية اللبنانية المختصة التي شكلت لهذا الغرض في الأربعينيات من القرن الماضي.
وأشار إلى أن القرار يشمل أيضا ضبط الحدود ومنع التهريب من الجهتين عبر الأجهزة المختصة المكلفة المتابعة اليومية لتطورات هذا الملف.
إعادة نظر
وبدا لافتا في البيان أن القمة اللبنانية السورية أقرت إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في ضوء "التطورات الحاصلة"، مع الإشارة إلى أن هذا القرار كان واحدا من المطالب التي كانت تصر عليها قوى الأكثرية المعروفة باسم 14 آذار المناهضة لسوريا.
وزيرا خارجية البلدين المعلم(يمين) وصلوخ أكدا أن القمة أرست أسسا للعلاقات السليمة (الفرنسية)
كذلك أكد البيان اتفاق الطرفين على تسوية ملف المفقودين وبشكل كامل عبر الأجهزة المختصة في البلدين، إلى جانب دعم اتفاق الدوحة والحوار الوطني اللبناني الذي سيرعاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك بين وزيري خارجية سوريا وليد المعلم ولبنان فوزي صلوخ، أكد الطرفان أن القمة السورية اللبنانية التي اختتمت في دمشق الخميس أرست الأسس السليمة لوضع علاقات جيدة ومتميزة.
وأوضح الوزير اللبناني صلوخ أن الرئيس سليمان وجه للرئيس الأسد دعوة لزيارة لبنان، لافتا إلى أن مجلس الوزراء اللبناني سيعقد الخميس المقبل اجتماعا سيبحث فيه ما تم التوصل إليه في قمة دمشق بين الرئيسين.
وردا على سؤال حول استعداد سوريا لاستقبال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة (من قوى الأكثرية)، قال المعلم إن سوريا تنظر إلى الحكومة الحالية في لبنان على أنها حكومة وحدة وطنية، وبالتالي فهي لا تمانع في استقبال أي مسؤول لبناني يرغب في ذلك.
وعن مسألة ترسيم مزارع شبعا، أوضح المعلم أن الرئيسين الأسد وسليمان اتفقا على تفعيل لجنة ترسيم الحدود، لكنه أشار إلى أن لمزارع شبعا وضعا خاصا لكونها لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وعن ملف المفقودين، أفاد المعلم بأن الاتفاق تم على تشكيل لجنة مشتركة من قضاة نزيهين من البلدين لدراسة هذا الملف ومتابعته من السلطات المعنية.
قتلى الجيش أبّنوا في احتفال حضره وزير الداخلية زياد بارود (الفرنسية)
أما بخصوص مصير المجلس الأعلى السوري اللبناني، فقد قال صلوخ إن المجلس سيبقى لكن سيتم نزع بعض الصلاحيات التي يرى الجانبان أنها تعود لسفارتي البلدين في وقت لاحق.
قتلى طرابلس
في هذه الأثناء أقيم في طرابلس احتفال تكريمي لعشرة جنود قضوا أمس في تفجير استهدفت حافلة ركاب وسط المدينة مما أدى أيضا إلى مقتل خمسة مدنيين.
واستقبلت نعوش الجنود القتلى بالتصفيق والدموع في الملعب الأولمبي في المدينة ولفّت النعوش بالأعلام اللبنانية في احتفال حضره وزير الداخلية زياد بارود ممثلا لرئيس الجمهورية.
وتوقفت الأعمال ووقف الناس في المدينة ظهرا لمدة خمس دقائق تجاوبا مع دعوة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي دعا إلى الالتزام بهذه الفترة من الصمت حدادا على أرواح الضحايا.
وقال مصدر أمني إن التحقيقات تجري مع موقوفين لم يحدد عددهم وإنها تتركز على من أسماهم بمتطرفين إسلاميين.